لا تتوقف عراقة الإسكندرية فقط على أنها كانت عاصمة لمصر طوال قرون عديدة منذ تأسيسها علي يد الاسكندر الأكبر عام 332ق.م, ولا علي المميزات التي اكتسبتها من واقع تاريخها الطويل وموقعها الهام علي البحر المتوسط , وما حظيت به من أهمية بل ترتبط هذه العراقة أيضاً بتراثها الثقافي والفني الذي امتزجت فيه الثقافات الإغريقية والمسيحية والإسلامية وتحاورت فيه كافة الديان التي حملت ثمرات الفكر المصري إلي العالم قديمه وحديثه.
وخلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ونتيجة للاحتكاك المباشر بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب طرأ علي مصر العديد من التطورات السياسية والثقافية والاجتماعية والعمرانية التي أحدثت تغييرات واضحة وقوية في مجالات عديدة أدت إلي إحداث تطور شامل في شتي مناحي الحياة بها. وقد لعبت الإسكندرية دوراً واضحا ً في استقبال التيار الوافد من الغرب ومزجه بتراث مصر الموروث وفيما يلي نرسم صورة لبعض معالم الحياة الثقافية والفنية بها خلال هذه الفترة..